الخميس، 3 يونيو 2010

قصة : خيال فارس

أقص عليكم قصة الطفل فارس الذي تميز بذكاء و خيال يجعله دائما يسعى لتجديد ما هو فيه
متميز في مدرسته.. متميز بين رفاقه ..
و لكن أمر واحد كان يقلق فارس , هو المال :
كان من عائلة فقيرة لا يستطيع أن ينال كل ما يريد مثل أقرانه,
ليس لديه حتى دراجة يتجول بها في حيه ,
ليس لديه الألعاب التي يراه من هنا و هناك فكان عالمه هو الخيال.
في يوم و هو جالس أمام بيته الصغير يتأمل مناظر الطبيعة الخضراء
التي تحيط بيته حتى رست عينه إلى السماء فوجد غيوما كثيفة تتلبد في الأفق
فابتسم لأن خياله أخذه إلى أمنية دعى الله أن تتحقق.
تخيل أن السماء تمطر نقودا بدلا من الماء و رأى نفسه يسرع إلى البيت
و يأتي بأكبر كيس و يجمع ما أستطاع من نقود.
و جميع أهل بلدته بأكياس بمختلف الأحجام و الألوان
و الأطفال يجمعون النقود في جيوبهم و في طيات ملابسهم.
الجميع الآن في ترفه و غناء , فأصبح كل من حوله بافخم الملابس
و بأفخم البيوت
الجميع في سعادة و بهجة...
و فارس الآن يتمتع بكل متطلبات الحياة من ملبس و أكل و ألعاب....
و لكن...
جفت الأنهار و الآبار, جفت مياه الأرض و مات كل من عليها حي:
حيوانات و نباتات و اكتست مدينة فارس الحزن و تعاسة,
الأموال في الطرقات مبعثرة و لم يجدوا أهل بلدته ما يأكلون و يشربون.
و في هذه اللحظة شعر فارس بقطرة ماء نزلت على جبينه الصغير,
أفاقته من خياله, فهذه المرة رسمت على وجهه إبتسامة من رجوعه إلى الواقع..
الواقع الذي أختاره الله لنا.
قال فارس:"الحمد الله يا ربي جعلت من الماء كل شيء حي."
و ما من دقائق قليلة حتى أرتوت الأراضي من حول فارس
لتحتفظ بجمالها الأخضر و ثمارها الزكية.
الماء كنز فلا تسرفوا فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق